اشيل كلود ديبوسى (1862 -1918 )
كان والده بائع بورسلين واوانى صينية فى سان جيرمان اضطره إفلاس محله
التجارى الى الانتقال الى باريس عام 1865 ثم بعدها بخمس سنوات تورط فى
الأحداث السياسية فى فرنسا وسجن نتيجة ذلك ولعب السجن دورا كبيرا فى حياة
ابنه كلود فقد عقد الاب صداقة حميمة خلال فترة السجن مع الموسيقار شارل دو
سيرفى وعندما خرج ذهب الى عائلة ديبوسى ليطمئن الاسرة على والدهم فى سجنه
ديبوسى طفلا فى صورة نادرة
وهنا تعرف على الصغير كلود وأخذة الى زوجتة الماركيزة موتية دو فلورفيل التى
قيل انها كانت احد تلاميذ شوبان وصديقة فاجنر وأقام فى منزلهما ثم تم ارساله
عام 1872 الى كونسرفتوار باريس وكان عمره وقتها 10 سنوات وأدهش اساتذتة
بموهبته ولكن أستاذة جيرو قال له ذات يوم ( انه إذا استمر بالتأليف بهذا
الأسلوب فلن يحصل على جائزة روما أبدا ) ولكن ديبوسى خيب أمله وفاز بالجائزة
ديبوسى مع زملاؤة فى الكونسرفتوار عام 1885
وذهب عام 1885 ليقيم فى فيلا ميدتشى فى روما ولكن الايطاليين لم يحبوه كما
أحبوا بيزية من قبل وقارنوا طباعة الصعبة بطباع برليوز الذى جاءهم قبل خمسين
سنة ووصفوه بأنه معذب بالرغبات العجيبة والمبهمة والصعبة التنفيذ وقبل ذلك
بقليل تعرف على البارونة الروسية فون ميك صديقة تشايكوفسكى وراعيته ورافقها
طوال ثلاث سنوات وكان يعطى دروس فى البيانو لأولادها وزار معها ايطايا وسويسرا
والنمسا وروسيا وتعرف خلال جولاته على اعمال فاجنر وفيردى وقابل برامز فى
فيينا وتأثر فى روسيا بمؤلفات دارجوميسكى ومسورسكى تعرف بعدها على الفاتنة
مدام فانية التى ساهمت فى تقديم الأسلوب الذى قدم به عمله الاوركسترالى الرائع
(مقدمة أمسية الفون) ولدى عودته لباريس كان معه عدة أعمال جيدة أهما عدد
اثنان ارابيسك الفهما عام 1888 فى فيلا ميدتشى بروما ولكنه وقع فى عشق
جابرييل دوبون او جابى ذات العيون الخضراء كما كانوا يلقبونها وتعرف فى
باريس على عدة أصدقاء لعبوا دورا كبيرا فى حياتة مثل مالارميه وبيير لويس و
لافورجو وقدم عام 1893 أول أعماله الكبيرة الرباعى الوترى من مقام صول صغير
الذى استقبل استقبالا جيدا وحمل له شهرة واسعة إلا انه كان مكتوب بالأسلوب
الكلاسيكى القديم ولم يعجب ديبوسى ذاته لأنه كان يريد التعبير عن فكرة اكبر
وأعمق فتجاوز تلك العقبة عام 1894 وكتب عملا يعتبر أفضل ماكتبه فى حياته وهو
مقدمة أمسية للفون ( مقدمة بعد الظهر لاله ) والمستمد من قصيدة للشاعر
مالارميه وقد كتب اليه مالارمية عن هذا العمل ( حقا لقد ذهبت بعيدا فى
التعبير الباطنى بالاضواء والرقة والقلق ...) واستقبل العمل بنجاح كبير وصفق
له الباريسيون أصحاب المزاج الصعب مما شجعه على المضى فى ترجمة القصائد
الشعرية لموسيقى كما فى النوكتيرن المؤلف من 3 حركات (الغيوم- العيد- جنيات
البحر) والذى كتبه فى الفترة من 1897-1899 وقدمه فى باريس عام 1901 وكتب
يقول عنه (بجب ان نفهم النوكتيرن بشكل مجرد فهو هنا لايتضمن القالب المعروف
بل انطباعات خاصة وصور مضيئة )
ولكن دراما بلياس وميليزاند التى ألفها عن عمل مايترلنك وقدمها فى 1902 على
مسرح الأوبرا كوميك سقطت سقوطا زريعا وكان الضحك يسمع فى الصالة عند كل موقف
درامى وكتب ديبوسى بعدها ( يجب ان نبحث عما بعد فاجنر وليس عما قبله ...)
ديبوسى فى فترة الشباب
ولكن الباريسيين لم يفهموا لماذا لجأ الى تلحين دراما مايترلنك التى كانت
تقدم دائما دون موسيقا حاول بعدها بثلاث سنوات تعويض فشله بتأليف عمل
اوركسترالى هو سيمفونى (البحر) عام 1905 ولكن مصير العمل لم يكن افضل من
مصير بلياس وميليزاند خاصة بعد انفصاله عن زوجتة روزالين التى تزوجها فى عام
1901 وتزوج بعدها ايما بارداك التى وجد بجانبها الهدوء وأنجب منها كلود و
ايما ومنحة الجو العائلى القدرة على إعادة ترتيب افكارة واعماله ولكنه كان
فى صراع مع الوقت لان اعراض السرطان كانت بدأت فى الظهور عليه اثناء تخبطه
بين الفشل والنجاح وانتقاله من عشق لأخر وربما جعله نجاح عمله ايبريا اكثر
تفاؤلا بالشفاء والحياة ولكن العمليات التى أجريت له لم تفعل أكثر من مضاعفة
عذابه ولكنه وجد فى نفسه القوة عام 1911 فقدم عمله الأكبر شهيد سان سبستيان
الذى استقبل استقبالا رائعا ولكن للأسف انهارت صحته تدريجيا وانتشر مرض
السرطان فى جسده الضعيف وقاوم المرض حتى عام 1918 وتوفى أثناء انشغال فرنسا
بحربها مع المانيا ودفن فى مقبرة باسى كى يرقد كما كانت امنيتة الاخيرة بين
الاشجار والطيور
ديبوسى مع ابنته
من الخطأ ان نعتقد ان هناك من اثر موسيقيا عليه أمثال فاجنر او برامز ثم
الروس بعد ذلك وخاصة مسورسكى و اوبراة بوريس جودونوف ولكن هذه المؤثرات
جميعا هى خطوط بيانية متعرجة بعضها صاعد وبعضها نازل اما الأساس فى اعماله
وافكارة فهو أصيل لحد بعيد وينبع من حبه للشعر وتقديسه للطبيعة
اما اطلاق عليه رائد الانطباعية فى الموسيقى فهى تثقله أكثر مما تنصفه لأنه كان
أكثر استقلالية وآصاله من أن يكون تلميذا لها ومع ذلك تغلب على صعوبات تصوير
العالم وخاصة الطبيعة فى موسيقاه والف للبيانو اعمال صغيرة تشبه المنمنمات
واعماله للاوركسترا هى اكمل الاعمال للاوركسترا منذ رحيل برليوز فقد نفح
الموسيقى بروح جديدة اكثر حرية واقل اهتماما بالقوالب والشكليات واكثر غناوة
ورقة وجرأة أكثر من الرومانتيكية التى عاشت زمنها ولم يعد لديها ما تقوله
بعد وفاة ليست
صورة نادرة تجمع ديبوسى وسترافنسكى مع الموسيقارالروسى الكبير كورساكوف
اهم الاعمال الموسيقية هى :-
- دراما غنائية بلياس وميليزند ودراما شهيد سان -سبستيان
- عدد ثلاث باليهات اشهرهم اللعب و كهاما
- ثلاث كانتاتا (الطفل المعجزة التى نال عنها جائزة روما- نشيد لفرنسا- الربيع)
- ثلاث اغنيات من شارل اورليان
-خمسة الحان لبودلير
- الاغانى المنسية
-الاعياد الفاتنة
- ثلاث الحان على قصائد ل مالارميه
- سيمفونى من مقام سى صغير
- سيمفونى الربيع 1887
-مقدمة امسية الفون 1894
-نوكتيرن 1901
- البحر 1905
- ايبريا 1910
-صور 1913
-دورات الربيع 1910
- فنتازى للبيانو والاوركسترا 1920
-الرقصات المقدسة والرقصات الدنيوية 1904
-رابسودى لساكسفون 1903
-الرباعية الوترية 1893
-رابسودى للكلارينيت 1911
- ارابيسك للبيانو 1894
-الوشمات 1904
-دراسات للبيانو 1916
سوناتا للتشيلو والبيانو 1917
أنتهى
تحياتي
Maya Uchiha